للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكلبي، يعني: معينًا على الرسالة (١).

وقال الزجاج: الوزير في اللغة: الذي يُرجع إليه ويُتحصن برأيه والوَزَرَ: ما يُلتجأ إليه ويُعتصم به (٢). وذكرنا تفسير الوزير، عند قوله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي} [طه: ٢٩] (٣).

٣٦ - {فَقُلْنَا اذْهَبَا} قال الكلبي (٤): هذا لموسى خاصة. ونحو هذا ذكر الفراء؛ فقال: إنما أمر موسى وحده بالذهاب (٥)، وعلى هذا خوطب


=زمنًا من الذين ذكروا بعده. ثم قال: فإن صح ما روي أن الذين قالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} اليهود، فوجه الابتداء بذكر ما أوتي موسى أظهر.
(١) "تفسير مقاتل" ص ٤٥ ب. و"تنوير المقباس" ص ٣٠٣. وذكره ابن جرير ١٩/ ١٢، ولم ينسبه. وأخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩٣، نحوه عن قتادة. وذكر الهواري ٣/ ٢٠٩، ثلاثة أقوال: عويناً، عضداً، شريكاً في الرسالة، ثمَّ قال: وهو واحد، وذلك قبل أن تنزل عليهما التوراة، ثم نزلت فقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: ٤٨].
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٧. واستشهد على ذلك بقوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ} [القيامة:١١]. وكذا النحاس، "إعراب القرآن" ٣/ ١٦٠.
(٣) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: قال المفسرون: عوناً وظهيراً. وقال أبو إسحاق: الوزير في اللغة اشتقاقه من الوَزَر، وهو الجبل الذي يعتصم به لينجي من الهلكة، وكذلك وزير الخليفة معناه: الذي يعتمد على رأيه في أموره ويلتحئ إليه.
(٤) (الكلب) ساقطة من (ج).
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٦٨، وقال أيضًا: وهذا بمنزلة قوله: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} [الكهف: ٦١] وقوله: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: ٢٢]. وقال السمرقندي: يعني به موسى، كقوله -عَزَّ وَجَلَّ- في سورة طه [٤٢]،: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ} خاطب موسى خاصة إلى القوم. وقد نقد الفراءَ أبو جعفر النحاس، في إعراب القرآن ٣/ ١٦١، فقال: وهذا مما لا ينبغي أن يجترأ به على كتَاب الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وقد قال جل ثناؤه: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى} [طه ٤٤، ٤٥] هذا هو الصواب، الموافق لظاهر =

<<  <  ج: ص:  >  >>