للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مردودة (١).

والردة هاهنا بمعنى المصدر، أي: رد، وعلى هذا القول يجب أن تكون (الكاذبة) بمعنى التكذيب ويكون التكذيب بمعنى الرد، ولم أر الفاعلة في مصادر التفعيل ولا الكذب بمعنى الرد لغيرهم فالله أعلم.

ويكون كذب بمعنى ارتد وولى، يقال: ما كذب عن قرنه أي ما جبن ولا رجع. ومنه قول زهير: (٢)

ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما الليث كذَّب عن أقرانه صدقا

فإن صحت الكاذبة بهذا المعنى كان تفسير ليس لوقعتها ارتداد، وهذا قول قتادة ومقاتل. قالا: ليس لوقعتها مثنوية ولا ارتداد (٣).

٣ - قوله تعالى {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} قال أبو إسحاق: هي خافضة رافعة (٤). روى عكرمة عن ابن عباس قال تخفض ناسًا وترفع (٥) آخرين (٦).

وقال عطاء عنه: تخفض أقوامًا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع أقوامًا كانوا في الدنيا متَّضعين (٧).


(١) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٢٩، وفيه (راد ولا خلف ولا مثنوية).
وانظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٩٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٩٥.
(٢) انظر: "ديوان زهير" ص ٥٤، و"شرح المفصل" ١/ ٦١، و"المنصف" ٣/ ١٢١, وقوله "بعثر" هي موضع في اليمن. وقيل: هي أرض مأسدة بناحية تبالة، و"اللسان" ٢/ ٦٨٤ (عثر).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٧ أ، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٦٩، و"الطبري" ٢٧/ ٩٦.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١٠٧.
(٥) في (ك): (وتضع).
(٦) انظر: "المصنف" ١٣/ ٣٧٢، و"الوسيط" ٤/ ٢٣٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٨٢، ونسب تخريجه لابن أبي حاتم.
(٧) انظر: "الوسيط" ٤/ ٢٣٢، و"معالم التزيل" ٤/ ٢٧٩, و"زاد المسير" ٨/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>