للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٣ - قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} الآية. الأُمَّهات جمع أمّ، وأم في الأصل أُمَّهَة، مثل: قُبَّرة وحُمَّرة، وأسقطت الهاء في التوحيد (١)، قال الشاعر في اللغة الأصلية:

أُمَّهَتي خِنْدِفُ (وإِليَاسُ (٢)) أَبِي (٣)

وقد يُجمع الأم: أمات (٤)، بغير هاء، وأكثر ما يُستعمل في الحيوان غير الآدمي (٥)، قال الراعي (٦):

كانَتْ نَجَائِبَ مُنذِرٍ ومُحَرِّقٍ ... أُمَّاتُهُنّ وطَرْقُهُنّ فَحِيلا (٧)

وقولهم أمهات، بالجمع، الهاء فيها زيادة، ووزنها فعلهات، وقول الشاعر:


(١) انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٢٠٢ (أم).
(٢) في (أ)، (د): والدَّوس، والتصويب من مصادر عدة ستأتي في عزو البيت وإيضاحه.
(٣) البيت لقُصَيّ بن كِلاب جد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في "جمهرة اللغة" ٣/ ١٣٠٨ (له)، وصدر هذا الرجز عنده:
عِنَد تَنَاديهم بِهالٍ وهَبِيج
وهال كلمة زجر للخيل. وإلياس هو ابن مضر أحد أجداد قُصَيّ، وخِنْدِفُ زوجته أم مُدركة، وهذا لقب لها من الخندفة، وهو المشي بسرعة، واسمها ليلى بنت حلوان ابن عمران ابن الحاف من قضاعة انظر "الاشتقاق" لابن دريد ص ٣٠، ٤٢.
وقد استُشهِد بالبيِت دون نسبة في "الأمالي" للقالي ٢/ ٣٠١، "تهذيب اللغة" ١/ ٢٠٢ (أم)، "المحتسب" ٢/ ٢٢٤.
(٤) في (د): (أمهات).
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٢٠٢ (أم)، "الصحاح" ٥/ ١٨٦٣ (أمم).
(٦) هو أبو جَندل عُبيد بن حُصين النميري، والراعي لقبه.
(٧) البيت في "جمهرة اللغة" ٢/ ١٧٦ (حفل). قال ابن دريد: أي الذي طرق أمهاتهن كان فحلًا نجيبًا، والطرق الفحل، وكذلك في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٤٧ (فحل)، "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>