للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦ - قوله: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ} قال المفسرون: لما أسلم عمر -رضي الله عنه- شق على قريش ذلك وفرح به المؤمنون، فانطلق الملأ منهم من قريش وهم سبعة وعشرون رجلاً من أشرافهم إلى أبي طالب وشكوا إليه ابن أخيه، فأرسل إليه أبو طالب فدعاه وعاتبه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أدعوكم إلى كلمة واحدة. قالوا: وما هي؟. قال: لا إله إلا الله، فنفروا من ذلك، قالوا: أجعل إلآلهة إلهًا واحداً، وهو معنى قول ابن عباس (١) ومقاتل (٢) وسعيد بن جبير (٣).

قال محمد بن إسحاق: نزلت {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} في مجلسهم ذلك (٤). يعني: مجلس أبي طالب حين نازعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذلك قوله: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ}. قال ابن عباس: يريد الأشراف منهم إلى أبي طالب. {أَنِ امْشُوا} قال: معناه: أي امشوا. وتأويله: يقولون امشوا.

قال أهل المعاني (٥): أن هاهنا بمعنى أي التي للتفسير، وذلك أنه صار انطلاقهم بدلالته على المشي بمنزلة الناطق به، كقولهم: قام فلان يصلي، أي أنه رجل صالح، فهذان وجهان: أحدهما وهو ما ذكره أبو إسحاق أن التأويل يقولون امشوا، والثاني: فسر انطلاقهم بقول بعضهم لبعض: امشوا.


(١) انظر: "الطبري" ٢٣/ ١٢٥، "القرطبي" ١٥/ ١٥٠، وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ١٤٦، وزاد نسبته لابن مردويه عن ابن عباس.
(٢) "تفسير مقاتل" ١١٥ أ.
(٣) انظر: "المصادر السابقة".
(٤) انظر: "القرطبي" ١٥/ ١٥١.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٩٩، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٤/ ٣٢١، "معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>