للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاختلاف بينهما (١) في لفظ (الذي) واتفقا أن المراد به الجمع] (٢).

وعلى هذا القول، الكناية في قوله: {بِنُورِهِم} راجعة إلى المستوقدين (٣)، وهو جواب (فلما) في الظاهر والمعنى جميعا (٤).

وإنما قال: بنورهم والمذكور في أول الآية النار، لأن النار شيئان، النور والحرارة، والنور هاهنا كان أجدى (٥) المنفعتين (٦).

وذكر صاحب النظم في الآية طريقة ثالثة، وهو أنه قال: العلة في توحيد {الَّذِي} (٧) وجمع الكناية في قوله: {بِنُورِهِم} أن المستوقد كان واحداً من جماعة تولى الاستيقاد لهم، وكانت الكناية في الاستيقاد عنه خصوصا دون أصحابه لتوليه ذلك دونهم، فلما ذهب الضوء، رجع ذهابه عليهم جميعا، فرجع الخبر إلى جماعتهم لما عموا به.

١٨ - قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ}. (الصم): جمع الأصم، وهو الذي به صمم، وهو انسداد الأذن، ويقال: رمح أصم: إذا لم يكن


(١) بين أبي قتيبة وابن الأنباري.
(٢) ما بين المعقوفين فيه سقط وتقديم وتأخير في (ب).
(٣) وقيل يعود على معنى الذي انظر "تفسير ابن عطية" ١/ ١٨٢، "الدر المصون" ١/ ١٦٣.
(٤) وهذا بخلاف قول الفراء والزجاج فإنه جواب فلما حسب الظاهر فقط لأن المعنى على قوليهما راجع إلى المنافقين لا إلى المستوقدين ولهذا ادعى البعض أن جواب لما محذوف وهو طفئت أو خمدت كما مر قريبا وهو قول "الطبري" والزمخشري انظر "الطبري" في "تفسيره" ١/ ١٤٣، "الكشاف" ١/ ١٩٨.
(٥) في (ج) أحدى.
(٦) "تفسير الثعلبي" ١/ ٥٣ ب، وانظر "تفسير البيضاوي" ١/ ١١، وأبي السعود في "تفسيره" ١/ ٥٠، والقاسمي في "تفسيره" ٢/ ٦٢.
(٧) الذي ساقطة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>