للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجوف، وصخرة صماء: إذا كانت صلبة، والصمام ما يسد (١) به رأس القارورة، هذا أصله في اللغة (٢). ولما كان الانسداد يؤدي إلى الشدة والصلابة قيل للصخرة الشديدة: صماء. وارتفع (صم) على الاستئناف، كأنه لما تم الكلام الأول استأنف فقال: صم، أي: هم صم (٣).

وقال أبو إسحاق (٤): كأنه قال: هؤلاء الذين قصتهم ما مضى (صم) (٥). ويجوز الاستئناف قبل تمام القصة، كقوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابً} [النبأ: ٣٦]، ثم قال: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٦) وقال أيضا {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} (٧) [التوبة: ١١٢] ثم قال:


(١) في (أ)، (ج) (يشد) بالشين، وما في (ب) موافق لما في كتب اللغة وهو ما أثبته،
(٢) انظر "تهذيب اللغة" (صم) ٢/ ٢٠٥٨، "الصحاح" (صمم) ٥/ ١٩٦٧، "مقاييس اللغة" (صمم) ٣/ ٢٧٨، "مفردات الراغب" ص ٢٨٦، (تفسير "القرطبي") ١/ ١٨٥.
(٣) قال ابن جرير: (... يأتيه الرفع من وجهين، والنصب من وجهين. فأما أحد وجهي الرفع: فعلى الاستئناف لما فيه من الذم ... والوجه الآخر: على نية التكرار من (أولئك) ... فأما على تأويل ما روينا عن ابن عباس من غير وجه رواية علي بن أبي طلحة عنه، فإنه لا يجوز فيه الرفع إلا من وجه واحد، وهو الاستئناف ... والقراءه التي هي القراءة، الرفع دون النصب ...) "تفسير الطبري" ١/ ١٤٦.
(٤) الزجاج.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٥٩، نقل كلام الزجاج بمعناه.
(٦) قال الفراء: (ولو تم الكلام ولم تكن آية، لجاز أيضا الاستئناف، قال تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ} (الرحمن) يرفع ويخفض في الإعراب وليس الذي قبله بآخر آية). "معاني القرآن" ١/ ١٦. وما ذكره الواحدي يتم على قراءة الرفع في (رب) وبها قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو. انظر "السبعة" ص ٦٦٩، "القطع والاستئناف" للنحاس ص ٧٥٩، "الغاية" ص ٢٨٦.
(٧) (وأموالهم) ساقط من (أ)، (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>