للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيه ضمير فاعل لأنه فعل، والفعل لا يخلو من الفاعل، فصار المميِّز (١) كالمفعول فلهذا نصب. وقد استوفينا (القول) (٢) في (نعم، وبئس).

٣٩ - قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ} الآية. هذا احتجاج على هؤلاء الذين ذكرهم الله بأنهم لا يؤمنون بالله، والمعنى أن الإنسان يُحاسب نفسه فيما عليه وله، فإذا ظهر له ما عليه في فعل شيء من استحقاق العقاب، وما له في تركه من استحقاق الثواب عمل على ذلك في تركه والانصراف عنه.

ومعنى الآية كأن الله تعالى يقول: ليتفكروا ولينظروا ماذا عليهم في الإيمان لو آمنوا؟ وهو استفهام في معنى الإنكار.

ويصلح أن يكون (ما) و (ذا) اسمًا واحدًا، فيكون المعنى: وأي شيء عليهم (٣)، ويجوز أن يكون (ذا) في معنى الذي، وتكون (ما) وحدها اسمًا، ويكون المعنى: وما الذي عليهم لو آمنوا (٤).

وقد بسطنا الكلام في تفسير (ماذا) في موضعين في سورة البقرة (٥).

وقوله تعالى: {لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.

قال ابن عباس: يريد بنية صادقة، يصدِّق القلبُ اللسان، ويصدق اللسانُ القلب (٦).


(١) في (أ): (المييز).
(٢) ليس في (د).
(٣) انظر: الطبري ٥/ ٨٨، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤١٧.
(٤) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤١٧، "الكشف والبيان" (٤/ ٥٥ أ).
(٥) انظر: "البسيط" بتحقيق د. الفوزان [البقرة: ٢١٥].
(٦) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>