للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظاهر، حيث أخبره بذبح بكره وواحده، وهذا معنى قول ابن عباس وغيره، جعلوا النبلاء هاهنا بمعنى الاختبار (١).

وقال مقاتل: النبلاء النعمة، وهو أن كف عن ولده وفدي بالكبش (٢). ولقد ذكرنا معنى البلاء عند قوله: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: ٤٩] (٣).

١٠٧ - قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} أي: جعلنا الذبح فداء له وخلصناه من الذبح، والذبح مصدر ذبحت، والذبح ما يذبح. واختلفوا في هذا الذبح، فقال ابن عباس في رواية عطاء: يريد الكبش الذي تقرب به هابيل بن آدم إلى الله تعالى فقبله، وكان في الجنة يرعى حتى فدى الله به إسماعيل (٤). وقال آخرون: أرسل إليه كبشًا من الجنة قد رعى أربعين خريفًا، وهو رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بكبش قد رعى في الجنة أربعين خريفًا وهو قول معمر وقتاد (٥).

وروى جعفر بن إياس (٦) عن ابن عباس قال: خرج عليه كبش من


(١) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص ٣٧٧، وينسب هذه القول أيضًا لابن زيد وابن قتيبة، انظر: "الطبري" ٢٣/ ٨٠، "الماوردي" ٥/ ٦٢، "زاد المسير" ٧/ ٧٧.
(٢) "تفسير مقاتل" ١١٣أ.
(٣) انظر: "البسيط" رسالة دكتوراه إعداد: د/ محمد الفوزان ٣/ ٨٦٦.
(٤) انظر: "الماوردي" ٥/ ٦٢، "البغوي" ٤/ ٣٥، "القرطبي" ١٥/ ١٠٧.
(٥) انظر: المصادر السابقة، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١٥٢.
(٦) هو: جعفر بن إياس اليشكري البصري الواسطي، أحد الأئمة الحفاظ، حدَّث عن بشر بن ثابت والشعبي، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وطاووس وعن خلق غيرهم. وعنه الأعمش وشعبة وأبو عوانة وشعبة الحجاج وغيرهم. وثَّقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن معين وغيرهم. مات سنة ١٢٤ هـ وقيل ١٢٣، وقيل ١٢٥ هـ =

<<  <  ج: ص:  >  >>