للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلام (١)؛ يعني [إلّا] (٢) أنْ يُسْلِمُوا. وهذا بعيدة لعطف (حبل الناس) عليه، وإذا أسلموا، استغنوا عن حَبْلِ الناس، ولو أرادَ الله تعالى بالحبلَ الأوَّل: الإسلام، وبالثاني: الذِّمَّة؛ لقالَ: (أو حبل من الناس)، ولكن الصحيح: أن كلا (٣) الحبلين؛ المراد به العهد، والذِّمَّة، والأمان، كما قال ابن عباس (٤) يريد: بعهد مِنَ الله، وعهد مِنَ المؤمنين، وانما ذكر الله تعالى حبلَ الله مع حبل المؤمنين؛ لأن الأمان الذي يأخذونه (٥) من المؤمنين، هو بإذن الله تعالى، فهو أمانٌ مِن جهته.

وباقي الآية مشروح في سورة البقرة (٦).

١١٣ - قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَآءً} قال أبو الهيثم (٧): يقال: (فلانٌ وفلانٌ سَواء) (٨)؛ أي: متساويان، و (قوم سَواء)؛ لأنه مصدر لا يُثَنّى ولا يُجمع. ومضى الكلام في (سواء) في أول سورة البقرة (٩).


(١) ممن قال بذلك: ابن زيد، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٢٩٣، "تفسير الطبري" ٧/ ٧٣.
(٢) ما بين المعقوفين: زيادة من: (ج).
(٣) في (أ)، (ب)، (ج): كلي.
(٤) قوله في "تفسير الطبري" ٤/ ٤٨، "تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٣٥، وأورده السيوطي في " الدر" ٢/ ١١٥ وزاد نسبة إخراجه لابن المنذر.
(٥) في (ج): أخذونه.
(٦) انظر: "تفسير البسيط" [البقرة: ٦١].
(٧) قوله في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٩٤ (سوى).
(٨) في "تهذيب اللغة": (سواعد) -بدلًا من: (سوى) - ويبدو أنها تصحيف.
(٩) عند آية ٦ من سورة البقرة.
انظر حول (سواء): "الوجوه والنظائر" لهارون بن موسى ٣٦، و"تحصيل نظائر =

<<  <  ج: ص:  >  >>