للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن الأنباري (١): يريد: ليس أهل الكتاب الذين سبق ذكرُهم وتقدم وصفُهم، سواءً؛ أي: متساوين في دينهم ومذهبهم. ثمّ ابتدأ فقال (٢):

{مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} إنقطع الكلامُ عند (سواءً)، ورفع (الأُمة) بـ (مِنْ) (٣)، وأضمر (٤) (الأمَّة) المذمومة؛ لأن القائمة تكفي من التي ليست بقائمة، على مذهب العرب من الاكتفاء بالشيء من ضده، كما قال أبو ذؤيب (٥):

عَصاني إليها القَلْبُ إِنّي لأمرها ... مطيعٌ فما أدري أَرُشْدٌ طِلابُها؟ (٦)


= القرآن" للحكيم الترمذي ٢٧، "الأضداد" لابن الأنباري ٤٠، "الحجة" للفارسي ١/ ٢٤٥، "الصحاح" ٦/ ٢٣٨٤ (سواء)، و"قاموس القرآن" للدامغاني ص ٢٥٢، و"التصاريف" لمكي ١١١، و"نزهة الأعين النواظر" ٣٥٩، "المغني" لابن هشام ١٨٧ - ١٨٩.
(١) لم أقف على مصدر قوله. وقد ورد بعضُ قوله في "إيضاح الوقف والابتداء" له: ٢/ ٥٨٢.
(٢) فقال: ساقطة من: (ب).
(٣) ممن قال بالوقف التام -هنا- أكثر أهل العلم، ومنهم: نافع، ويعقوب، والأخفش، والزجاج، وأبو حاتم.
انظر: "القطع والائتناف" للنحاس: ٢٣٢، "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢١٣، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٥٨، و"منار الهدى" للأشموني ٦٨ وقال: (وهو الأصح).
وإعراب {أُمَّةٌ} على هذا الوجه: مبتدأ مؤخر، و {مِن أَهلِ الكِتَابِ} خبر مقدم. انظر: "التبيان" للعكبري: ص ٢٠٥.
(٤) في (ج): (فأضمر).
(٥) في (ج): (ذيب). وهو: خويلد بن خالد بن مُحرِّث الهُذَلي. تقدم.
(٦) ورد البيت منسوبًا له في "شرح أشعار الهذليين" ١/ ٤٣، "تأويل مشكل القرآن" =

<<  <  ج: ص:  >  >>