للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال صاحب النظم: لما قال: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} لم يُؤمَن أن يقال: إنه قد أخذ أجره في الدنيا, ولا خلاق له في الآخرة فأعلم -عز وجل- أن له مع ما أُعطي في الدنيا الدرجاتِ العلى بقوله: {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} اقتصاصًا من قوله: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥)} [طه: ٧٥].

٢٨ - قوله تعالى: {وَلُوطًا} قال مقاتل: وأرسلنا لوطًا (١). والآية مفسرة في سورة: الأعراف (٢).

٢٩ - وقوله: {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} قال ابن عباس: يريد: الطريق على المارَّ (٣).

وقال مقاتل: وذلك أنهم يرمون ابن السبيل الحجارةَ بالخذف (٤)


(١) "تفسير مقاتل" ٧٢ ب.
(٢) الآية ٨٠ {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٨٠)} قال الواحدي: قوله تعالى: {وَلُوطًا} ذكر الفراء في كتاب المصادر اشتقاق هذا الاسم، وأنكر عليه أبو إسحاق؛ وقال: الاسم الأعجمي لا يقال: إنه مشتق كإسحاق، لا يقال: إنه مشتق من السحق، وكتاب الله تعالى لا ينبغي أن يُقدَم على تأويله إلا برواية صحيحة، أو حجة واضحقى وقال النحويون: إنما صرف لوط فالحقيقة أنه على ثلاثة أحرف ساكن الأوسط. وقوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} يعني: إتيان الذكران في قول جميع المفسرين. {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} قالوا: ما نزل ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط. قال الزجاج: وفي هذه الآية دليل على أن فاحشة اللواط لم يفعلها أحد قبل قوم لوط.
(٣) ذكره عنه ابن الجوزي "زاد المسير" ٦/ ٢٦٨.
(٤) الخذف، بالخاء المعجمة: الرمي بالحصى الصغار بأواف الأصابع، يقال. خذفه بالحصى خذفا. والحذف، بالحاء المهملة: الرمي عن جانب، تقول العرب: حذفه بالعصا، إذا رماه بها. "تهذيب اللغة" ٤/ ٤٦٨ (حذف) بالحاء المهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>