للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان لهم ابتداء من التراب، ثم من الأب ثم من النطفة والعلقة. وهذا استفهام إنكاري، أي أنهم خلقوا أطوارًا، وذلك يدل على قادر رددهم وصرّفهم في أحوالهم، ولم يوجدوا ابتداء كما يخلق الجماد ابتداءً من غير تقدم سبب من أب وأم، فلا تقوم عليه الحجة، وهؤلاء خلقوا من أشياء ليستدلوا بذلك فتقوم عليهم الحجة. هذا معنى قول المفسرين (١).

وأهل المعاني جعلوا {مِنْ} بمعنى اللام.

قال أبو إسحاق: أم خلقوا لغير شيء. أي أخلقوا باطلاً لا يحاسبون ولا يؤمرون؟! (٢) ونحو هذا قال ابن كيسان: أم خلقوا عبثًا وتركوا سُدى لا يؤمرون ولا ينهون (٣). ويدل على هذا المعنى قوله: {أمْ هُمُ الخالِقون} هو أي: أهم الخالقون أنفسهم فلا يأتمرون لأمر الله، ولا ينتهون عما نهى الله عنه؛ لأن هذا من صفة الخالق لا من صفة المخلوق. والمخلوق يجب عليه ائتمار خالقه.

٣٦ - قوله تعالى: {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} فيكونوا هم الخالقين {بَلْ} ليس الأمر على هذا. لم يخلقوا شيئًا ثم {لَا يُوقِنُونَ} قال ابن عباس: بربوبيتي ودوام ملكي (٤).

وقال مقاتل: بتوحيد الخالق (٥).

وقال أهل المعاني: لا يوقنون بالحق (٦).


(١) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٢٠، "فتح الباري" ٨/ ٦٠٣، "فتح القدير" ٥/ ١٠١.
(٢) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٦٥.
(٣) انظر: "الوسيط" ٤/ ١٨٩، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٤١، "القرطبي" ١٧/ ٧٤.
(٤) لم أجده.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٩ أ.
(٦) انظر: "الوسيط" ٤/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>