للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك أيضًا عند قوله: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ} [فصلت: ١٩] إن شاء الله (١). والمعنى: ويوم ينادي الله المشركين.

قال مقاتل: يعني كفار مكة {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} في الدنيا أنهم شركائي (٢).

قال أبو إسحاق: هذا على حكاية قولهم، المعنى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ} في قولكم، والله -عز وجل- واحد لا شريك له (٣).

٦٣ - وقوله: {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} أي: حقت عليهم كلمة العذاب، وهم: الشياطين. في قول مقاتل (٤).


= قال: ويجوز أن يكون منصوبًا بمعنى يعيدكم الذي فطركم يوم يدعو، قال أبو علي الفارسي: الظرف هاهنا بمنزلة إذا؛ لأنه لا يجوز أن يكون العامل فيه ما قبله من قوله: {وَفَضَّلْنَاهُمْ} لأنه فعل ماض، وليس العامل أيضًا يدعو؛ لأنه فعل مستقبل، فإذا لم يكن في هذا الكلام فعل ظاهر يتعلق به الظرف تعلق بما دلّ عليه قوله: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}؛ كما أن قوله: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [المؤمنون: ٨٢] على تقدير: أإذا متنا بعثنا، كذلك هاهنا يجعل الظرف بمنزلة إذا، فيصير التقدير: إذا دُعي كل أناس لم يُظْلموا.
(١) لم أجد في تفسير الواحدي لهذه الآية شيئًا عن هذه المسألة التي أحال عليها.
(٢) "تفسير مقاتل" ٦٨ أ. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٥٠ أ، ولم ينسبه. والآية عامة في جميع المشركين.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٥١، وتابعه على ذلك أبو قاسم الزجاجي، فقال. نسبهم إلى نفسه حكاية لقولهم، كأنه قال: أين شركائي الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي. "اشتقاق أسماء الله" ٣٠٣.
(٤) "تفسير مقاتل" ٦٨ أ. وأخرجه عبد الرزاق ٢/ ٩٢، وابن جرير ٢٠/ ٩٨، وابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٠٠، عن قتادة، و"قال الزجاج ٤/ ١٥١: الجن والشياطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>