للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَجَاهِدْهُمْ بِهِ} قال ابن عباس: بالقرآن (١) {جِهَادًا كَبِيرًا} يعني: شديدًا (٢).

٥٣ - قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} قال أبو زيد: مرج البحرين خلاهما، ثم جعلهما لا يلتبس ذا بذا؛ قال: وهو كلام لا يقولهه إلا أهل تِهامة (٣)، وأما النحويون، فيقولون: أَمْرَجْتَه وأمرجَ دابته (٤). إذا خلاها وأرسلها ترعى (٥). ونحو هذا قال الكسائي سواء.


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٣، وهو قول مقاتل ٦٤ أ. وذكره ابن قتيبة، "غريب القرآن" ٣١٤. وأخرج ابن جرير ١٩/ ٢٣، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٧، عن ابن زيد أنه قال: الإسلام، وقرأ قوله تعالى: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: ٧٣]. {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: ١٢٣] وجعله أبو حيان ٦/ ٤٦٤، راجعًا إلى: القرآن، والإسلام، والسيف، وترك طاعتهم. ولعل اقتصار من سبق على ذكر المجاهدة بالقرآن، دون السيف؛ لأن هذه السورة مكية أمر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- بجهاد الكفار، بالحجة، والبيان، وتبليغ القرآن، ولم يؤمر بقتالهم. "تفسير الهواري" ٣/ ٢١٤. وزاد المعاد ٣/ ٥. وتفسير الشوكاني ٤/ ٧٨.
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٦٤ أ. وفي "تنوير المقباس" ص ٣٠٤: بالسيف. والجهاد الكبير المذكور في الآية هو المصحوب بالغلظة عليهم، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: ١٢٣] وقوله: (قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: ٧٣، التحريم: ٩]. "تفسير الشنقيطي" ٦/ ٣٣٧. والآية دالة على عظم جهاد العلماء لأعداء الدين بما يوردون عليهم من الأدلة، وأوفرهم حظًا المجاهدون بالقرآن منهم. "تفسير البغوي" ٦/ ٣٣.
(٣) سميت تهامة بذلك: لشدة حرها وركود ريحها. وهو من التَّهم. وهو: شدة الحر وركود الريح، يقال: تهم الحر: إذا اشتد. "معجم البلدان" ٢/ ٧٤. وتهامة. سهول تقع بين جبال الحجاز وساحل البحر الأحمر، في المملكة العربية السعودية.
(٤) "تهذيب اللغة" ١١/ ٧٢ (مرج)، و"اللسان" ٢/ ٣٦٥.
(٥) واقتصر على أن معناه. خلاهما، ابن قتيبة، "غريب القرآن" ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>