للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٣ - قوله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا} في معنى إيراث الجنة قولان للمفسرين:

أحدهما: أن معناه ننزل. وهو قول الكلبي (١). وجعل ذلك كالميراث من جهة أنه يملك بحال استؤنفت عن حال قد انقضت من أمر الدنيا كما ينقضي حال الميت من أمر الدنيا.

القول الثاني: أن الله تعالى يورث عباده المؤمنين من الجنة المساكن التي كانت لأهل النار لو آمنوا (٢). وقوله: {مَنْ كَانَ تَقِيًّا} أي: اتقى معصية الله وعقابه بالطاعة والإيمان.


= مقدار الليل من النهار بإرخاء الحجب واغلاق الأبواب ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب.
وانظر: "جامع البيان" ١٦/ ١٠٢، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٤٤، "الدر المنثور" ٤/ ١٠٥، "الفتاوى" لابن تيمية ٤/ ٣١٢، "أضواء البيان" ٤/ ٣٤٠.
(١) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "معالم التنزيل" ٥/ ٢٤٣، "البحر المحيط" ٦/ ٢٠١، "التفسير الكبير" ١١/ ٢٣٧، "روح المعاني" ١٦/ ١١٣، "فتح القدير" ٣/ ٤٨٥.
(٢) "جامع البيان" ٦/ ١٠٣، "معالم التنزيل" ٥/ ١٤٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٤٦، "الدر المنثور" ٤/ ١٠٥، "روح المعاني" ١٦/ ١١٣.
قال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٣٤٢: قد جاء حديث يدل لما ذكر من أن لكل أحد منزلا في الجنة ومنزلا في النار، إلا أن حمل الآية عليه غير صواب؛ لأن أهل الجنة يرثون من الجنة منازلهم المعدة لهم بأعمالهم وتقواهم، كما قال تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ونحوها من الآيات. ولو فرضنا أنهم يرثون منازل أهل النار فحمل الآية على ذلك يوهم أنهم ليس لهم في الجنة إلا ما أورثوا من منازل أهل النار، والواقع بخلاف ذلك كما ترى.
وانظر: "روح المعاني" للآلوسي ١٦/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>