للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوقت) (١). وقال الحسن: (كانت العرب لا تعرف شيئا من العيش أفضل من الغداء والعشاء، فذكر الله جنته فقال: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}) (٢). وقال الزجاج: (ليس ثم بكرة ولا عشي، ولكنهم خوطبوا بما يعقلون في الدنيا، فالمعنى: لهم رزقهم في مقدار الغداة والعشي) (٣). وهذا قول جميع أهل التأويل (٤).

وقال أهل المعاني: (لهم رزقهم على مقادير أرِفَّة عيش في الدنيا؛ لأن أَرِفَّة عيشها (٥) أن يكون الإنسان آكلا بكرة وعشيًّا كيف شاء، فضرب الله ذلك مثلًا لرغد العيش في الجنة، [وزمان الجنة] (٦) كله نهار) (٧).


(١) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ١٠، "جامع البيان" ١٦/ ١٠٢، "بحر العلوم" ٢/ ٣٢٩، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤٩٦، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٣٤.
(٢) "المحرر الوجيز" ٩/ ٤٩٦، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٤٣، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٤٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٤٦، "الدر المنثور" ٤/ ٥٠٠.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٣٧.
(٤) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ١٠، "جامع البيان" ١٦/ ١٠٢، "المحرر الوجيز" ٩/ ٤٩٦، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٤٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٤٦.
(٥) في نسخة (س): (عيش).
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).
(٧) ويشهد لهذا ما رواه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٢٧ قال: وخرج الترمذي في نوادر الأصول من حديث أبان عن الحسن وأبي قلابة قالا: (قال رجل: يا رسول الله هل في الجنة من ليل؟ قال: "وما هيجك على هذا؟ " قال: سمعت الله تعالى يذكر في كتابه {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} فقلت: الليل بين البكرة والعشي. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس هناك ليل إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو، وتأتيهم طرف الهدايا من الله تعالى لمواقيت الصلاة التي كانو يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة" وهذا في غاية البيان.
وقال العلماء. ليس في الجنة ليل ولا نهار وإنما هم في نور أبدا إنما يعرفون =

<<  <  ج: ص:  >  >>