للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى هلاك العالم؛ لأن كل أمر صدر عن اثنين فأكثر لا يجري على النظام وهذا كقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ} [الإسراء: ٤٢] الآية.

والمعنى: على نفي أن يكون في الأرض أو في السماء آلهة فهم (١) غير الله وإذا بطل ذلك ثبت أنه لا إله غيره.

ثم نزه نفسه عما يصفه به الكافرون من الشريك والولد بقوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}.

٢٣ - قوله: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} قال الكلبي: لا يسأل الله عن فعله والناس يسألون عن أعمالهم (٢).

وقال الضحاك: لا يسأل عما يقضي في خلقه، والخلق مسؤلون (٣) عن أعمالهم (٤).

وقال أبو إسحق: لا يسأل في القيامة عن حكمه في عباده، ويَسْألُ عباده عن أعمالهم إيجاباً للحجة عليهم (٥).

قال المفسرون (٦): إن الله تعالى لا يسأل عما يحكم في عباده من


= بطلب الغايات، فالإلهية هي الغاية، ... وهو الذي يستحق لذاته أن يعبد ويحب ويحمد ويمجد، وهو سبحانه يحمد نفسه ويثني على نفسه ويمجد نفسه، ولا أحد أحق بذلك منه حامداً محمودًا". اهـ.
(١) (فهم): ساقطة من (ت).
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ص ٢٠١.
(٣) في (ت): (مسؤل).
(٤) رواه الطبري ١٧/ ١٤. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٢٢ وعزاه لابن أبي حاتم فقط.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٨٨.
(٦) معناه عند الطبري ١٧/ ١٤، و"الكشف والبيان" للثعلبى ٣٢/ ٨ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>