للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق: (وأصل تَخِذْتُ: أخَذْتُ) (١). وأنكر عليه أبو علي وقال: (تَخِذْتُ فعلت وأَخَذْتُ فعلت، وإبدال الحرف من الكلمة ليس يوجب تغيير بنائها عما كان عليه قبل البدل، لكن ينبغي أن يحافظ على البناء الأول، ليكون أدل على أنه قد أبدل منه شيء، ولا يظن أنه بناء آخر وصياغة أخرى) (٢).

وقال ابن الأنباري: (العرب تجعل تَخَذَ وتَخِذَ مستغنيا عما سقط منه، قائمًا بنفسه، جاريًا مجرى طعم أطعم، وعلمت أعلم، وبنوا يقنت على أيقنت، واتقى على يتقى، فلم يغيروا شيئًا من ماضيه ولا مستقبله ليجرى مجرى ما الساقط مظهر معه، وهو بالأفعال، وهذا لافتنانهم وإسباغ مبانيهم في لغاتهم) (٣).

وقال أبو العباس: (الاختيار لاتخذت؛ لأنه هو أصل الحرف يعرى من الحذف واللبس، قال: والقراءة الأخرى من لغة معروفة) (٤).

٧٨ - قوله تعالى: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} معناه: هذا الذي عليه فراق بيني وبينك، هذا الكلام، والإنكار على ترك الأجر هو المفرق بيننا (٥). وذلك أن موسى قد كان قال له: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَئٍ بَعْدَهَا} الآية. وقيل معناه: (هذا وقت فراق بيني وبينك) (٦).


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٧.
(٢) "الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني" ص ٩٩٢.
(٣) ذكر نحوه بلا نسبة "سر صناعة الإعراب" ١/ ٩٨، "البحر المحيط" ٦/ ١٥٢.
(٤) ذكر نحوه "تهذيب اللغة" (أخذ) ١/ ١٣٠، "لسان العرب" (أخذ) ١/ ٣٧.
(٥) "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٣، "النكت والعيون" ٣/ ٣٣١، "الكشاف" ٢/ ٣٩٩، "زاد المسير" ٥/ ١٧٧.
(٦) "معالم التزيل" ٥/ ١٩٣؛ "النكت والعيون" ٣/ ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>