للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفراء: (وأصلها اتَّخَذَ افْتَعَل) (١).

وحكى (٢) النضر: (اسْتَخَذْتُ عليهم يدًا أي: اتَّخَذْتُ) (٣). ومثل هذا حكى سيبويه: (استخذ فلان أرضًا) (٤).

قال أبو علي الفارسي: (وتأويله على أمرين أحدهما: أنه اتخذ فأبدل السين من التاء الأولى. والآخر: أنه استفعل من تخذ فحذف التاء التي هي فاء من تخذت) (٥). وكلهم أنشدوا (٦):

وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها ... نسيفًا كأفحوص القطاة المطرَّق

فحصل من هذا أن تَخِذ لغة بمعنى اتخذ، وأصله: اتخذ، على ما قال الفراء، كأنهم لما رأوا التاء في اتخذ ظنوها أصلية فقالوا في الثلاثي: تخذ، كما قالوا: اتقى من يتقي (٧).


(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٥٦.
(٢) في (ص): (حلي)، وهو تصحيف.
(٣) "تاج العروس" (أخذ) ٥/ ٣٤٥، "لسان العرب" (أخذ) ١/ ٣٧.
(٤) "الكتاب" لسيبويه ٤/ ٤٨٣.
(٥) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٦٣.
(٦) البيت للممزق العبدي، واسمه: شأس بن نهار.
غرزها: الغرز للناقة مثل الحزام للفرس، والنسيف: أثر ركض الرجل بجنبي البعير. والأفحوص: المبيض، والمطرق: وصف للقطاة إذا حان خروج بيضها. انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٦٣، "الخصائص" ٢/ ٢٨٧، "الأصمعيات" ص ٦٥، "الحيوان" ٢/ ٢٩٨، "مجالس العلماء" للزجاجي ص ٣٣٣، "الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني" ص ٩٩٣، "تهذيب اللغة" (نسف) ٤/ ٣٥٦٢، "لسان العرب" (فحص) ٦/ ٣٣٥٦.
(٧) "إملاء ما من به الرحمن" ص ٤٠٣، "سر صناعة الإعراب" ١/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>