للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخذت (١) لحومهم وشربت دماءهم، فرأى عظام أصحابه وخيله تلوح، ووقعت واحدة في دماغه حتى أهلكته (٢).

والمعنى: أنهم كادوه بسوء فانقلب عليهم ذلك.

٧١ - قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ} أي من نمروذ وكيده. {وَلُوطًا} وهو ابن أخ إبراهيم، وكان قد آمن به، وهاجر من أرض العراق إلى أرض الشام، فذلك قوله تعالى: {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} أي: بالخصب وكثرة الأشجار والثمار والأنهار، ومنها بعث أكثر الأنبياء (٣).

وقال أبي بن كعب: سماها مباركة لأنه ما من ماء عذب إلا وينبع أصله من تحت الصخرة التي ببيت المقدس (٤).


(١) عند القرطبي ١١/ ٣٠٥ والأظهر أنه نقله عن الواحدي: أكلت.
(٢) ذكره القرطبي ١١/ ٣٠٥ منسوبًا إلى ابن عباس. وذكره البغوي ٥/ ٣٢٩، وابن عطية ١٠/ ١٧٠، وابن الجوزي ٥/ ٣٦٨ من غير نسبة لأحد. والأظهر في معنى (الأخسرين أعمالا) ما قاله ابن عطية والزمخشري وابن عاشور: قال ابن عطية ١٠/ ١٧٠: وكانوا في خسارة من كفرهم وغلبته لهم.
وقال الزمخشري ٢/ ٥٧٨: فأرادوا أن يكيدوه ويمكروا به، فما كانوا إلا مغلوبين مقهورين. غالبوه بالجدال فغلبه الله ولقنه بالمكبت، وفزعوا إلى القوة والجبروت فَنَصَره وقواه. وقال ابن عاشور ١٧/ ١٠٧: أي: فخابوا خيبة عظيمة، وذلك أن خيبتهم جمع لهم بها سلامة إبراهيم من أثر عقابهم وأن صار ما أعدوه للعقاب آية وتأييدًا لإبراهيم عليه السلام.
ذكر الألوسي ١٧/ ٧٠ نحو قول الزمخشري، ثم ذكر قول ابن عباس من غير نسبة، ثم قال: والمعول عليه التفسير الأول.
(٣) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣٢ ب.
(٤) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣٢ ب. وبنحوه رواه الطبري ١٧/ ٤٦ من طريق =

<<  <  ج: ص:  >  >>