للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧ - {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (١) أي من عرض منهم على النار، وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم.

{شُهُودٌ}. حضور، قاله ابن عباس (٢).

ويكون "على" بمعنى "مع" كأنه قيل: وهم مع مَا يفعلون بالمؤمنين شهود حضروا ذلك التعذيب (٣).

قال أبو إسحاق: أعلم الله قصة قوم بلغت بصيرتهم وحقيقة إيمانهم إلى أن صبروا على أن أحرقوا بالنار في الله (٤).

قال الحسن: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء (٥)


(١) {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ}.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وبمثله قال قتادة: "النكت والعيون" ٦/ ٢٤٢.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٩٢
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٨ برواية "يحرقوا" بدلاً من أحرقوا.
(٥) "الدر المنثور" ٨/ ٤٦٦، وعزاه إلى عبد بن حميد، وكذلك رواه عن طريق عوف مرفوعاً وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وانظر: "تفسير الحسن البصري": ٢/ ٤٠٩ - ٤١٠، وقد ورد ذلك من حديث أبي هريرة قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". أخرج ذلك: البخاري في: "الجامع الصحيح" ٤/ ١٦٢ ح: ٦٣٤٧، كتاب الدعوات: باب: ٢٨، وكتاب القدر: باب: ١٣ ج: ٤/ ٢١٢: ح ٦٦١٦، ومسلم في: صحيحه: ٤/ ٢٠٨٠: ح: ٢٥٣١، كتاب الذكر باب التعوذ من سوء القضاء، والنسائي في: سننه: ٨/ ١٦٦٣: ح ٥٥٠٦ و٥٥٠٧، كتاب الاستعاذة باب ٣٤/ ٣٥.
والمراد بجهد البلاء قال ابن بطال وغيره: جهد البلاء: كل ما أصاب المرء من شدة مشقة، أو ما لا طاقة له بحمله، ولا يقدر على دفعه.
وقيل: المراد بجهد البلاء: قلة المال، وكثرة العيال. كذا جاء عن ابن عمر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>