للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفسير سورة الملك

بسم الله الرحمن الرحيم

٢ - اختلفوا في معنى {الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} هاهنا. فروى الكلبي بإسناده عن ابن عباس أن الله تعالى خلق الموت في صورة كبش أملح، لا يمر بشي إلا مات، ولا يجد رائحته شيء إلا مات، وخلق الحياة في صورة فرس بلقاء (١) فوق الحمار ودون البغل، لا يمر بشيء ولا يجد رائحتها شيء إلا حيّ (٢).

وقال مقاتل: يعني بالموت نطفة وعلقة ومضغة، والحياة (٣) نفخ الروح (٤).

وقال قتادة: يعني موت الإنسان أذل الله به ابن آدم، والحياة حياته في الدنيا (٥).

وروى عطاء عن ابن عباس قال: يريد الموت في الدنيا والحياة في


(١) بَلَقُ الدابة سواد وبياض. وهو مصدر، الأبلق: ارتفاع التحجيل إلى الفخذين. "اللسان" ١/ ٢٥٩ (بلق).
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٦/ ١٠٤، و"معاني القرآن" للزجاج ٩/ ١٩٧، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٥٤ ب. قال الألوسي: وهو أشبه شيء بكلام الصوفية لا يعقل ظاهره. "روح المعاني" ٢٩/ ٤.
(٣) في (ك): (في الحياة).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١٦١ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٠٧.
(٥) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٠٤، و"جامع البيان" ١٢/ ٢٩/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>