للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٢ - قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ} [قال أبو إسحاق: (إذ) في موضع نَصْب. المعنى: آتيناه رشده في ذلك الوقت (١) (٢) الذي قال لأبيه وقومه] (٣) وهم يعبدون الصنم {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ} يعني: الأصنام (٤).

والتمثال: اسم للشيء المصنوع مُشَبَّها بخلق من خلق الله. وجمعه: التماثيل. وأصله من مَثَّلْتُ الشيء بالشيء، إذا شَبَّهته به (٥). واسم ذلك المُمَثَّل تمثال (٦).

وقوله تعالى: {الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} أي: على عبادتها مقيمون،


(١) الوقلت: ساقطة من (د).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٥ إلى هنا. وأما قوله "الذي ... " فليس من كلام الزجاج، بل هو تتمة الواحدي. وجوز أبو البقاء العكبري في "الإملاء" ٢/ ١٣٤ وتبعه السمين الحلبي في "الدر المصون" ٨/ ٨/ ١٦٧ أن يكون (إذ) منصوبًا بـ (رشده) أو (عالمين) أو ينتصب بإضمار أعني أو باضمار اذكر، أي: اذكر وقت. وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٧٣، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ٢/ ٤٨٠.
(٣) ساقط من (ع).
(٤) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣٠ ب وعلى هذا فاللام في قوله (لها عاكفون) بمعنى (على) أي: عاكفون عليها، كقوله تعالى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} [طه: ٩١]. وقيل: اللام للعله، أي: عاكفون لأجلها. وقيل: اللام أفادت الاختصاص. وقيل: ضُمِّن (عاكفون) معنى عابدين، فلذلك أتى باللام. واستظهر أبو حيان أن تكون اللام للتعليل. وقال السمين الحلبي: والأولى أن تكون اللام لتعليل، وصلة (عاكفون) محذوفة، أي: عاكفون لأجلها لا لشيء آخر. "الكشاف" للزمخشري ٢/ ٥٧٥، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ٢/ ١٣٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٣٢٠، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ١٦٨.
(٥) عند الأزهري ١٥/ ٩٨، إذا قدرته به.
(٦) "تهذيب اللغة" للأزهري ١٥/ ٩٨ (مثل). وانظر: (مثل) في: "الصحاح" ٥/ ١٨١٦ "لسان العرب" ١١/ ٦١٣ - ٦١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>