للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٧٢ - قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} الآية. نزلت هذه الآية حين جاءت قُتيلة (١) أم أسماء بنت أبي بكر (٢) إليها تسألها، وكذلك جَدّتها، وهما مشركتان (٣)، أتتا أسماء تسألانها شيئًا، فقالت: لا أعطيكما حتى أستأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنكما لستما على ديني، فاستأمرته في ذلك، فأنزل الله في هذه الآية، وأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تتصدق عليهما (٤).

والمعنى: ليس عليك هدى من خالفك فتمنعهم الصدقة ليدخلوا في الإسلام حاجة منهم إليها. وأراد بالهدى هاهنا: هدى التوفيق وخلق الهداية؛ لأنه كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدى البيان والدعوة لجميع الخلق (٥)،


(١) قتيلة بنت عبد العزى بن سعد الحامرية القرشية، والدة أسماء بنت أبي بكر، ذكرها بعضهم في الصحابيات اللواتي تأخر إسلامهن، وقال أبو موسى: ليس في شيء من الروايات ذكر إسلامها، وقولها: راغبة، أي: في الصلة، وقال الحافظ ابن حجر: إن كانت عاشت إلى الفتح فالظاهر أنها أسلمت. ينظر "تجريد أسماء الصحابة" ٢/ ٢٩٧، "الإصابة" ٨/ ١٦٩.
(٢) أسماء بنت أبي بكر الصديق، عبد الله بن عثمان التيمية القرشية، ذات النطاقين، أسلمت بعد سبعة عشر إنسانا، توفيت سنة ٧٣ أو ٧٤ بعد مقتل ابنها عبد الله بأيام، وقد عاشت مائة عام. ينظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ٦/ ٣٢٥٣، "الاستيعاب" ٤/ ٣٤٤.
(٣) في (ي) و (م): (مشتركان).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٦٥٥، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٩٠، والحافظ في "العجاب" ١/ ٦٣٢ عن الكلبي، وذكره أبو الليث في "بحر العلوم" ١/ ٢٣٣، ونحوه عند مقاتل في "تفسيره" ١/ ١٤٤، والقصة في الصحيحين، لكن دون ذكر لسبب النزول، رواها البخاري (٢٦٢٠) كتاب: الهبة، باب: الهدية للمشركين، ومسلم (١٠٠٣) كتاب: الزكاة، باب: فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج.
(٥) "تفسيرالثعلبي" ٢/ ١٦٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>