للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٤٥ - قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} الآية، قال المفسرون: (بيّن الله تعالى أن المحرمات مما يُطعم ما ذكر في هذه الآية، لا ما حرموا هم على أنفسهم) (١).

وقال أبو إسحاق: (أعلم الله تعالى أن التحريم والتحليل إنما ثبت بالوحي والتنزيل، فقال: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا}) (٢)، [أي: شيئًا محرمًا] (٣)، {عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ}: على آكل يأكله.

وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} أي: إلا أن يكون المأكول ميتة، أو إلا أن (٤) يكون الموجود ميتة يُضمر اسم كان مما تقدم، وقرأ (٥) ابن كثير وحمزة (إلاَّ أَن تَكُونَ) بالتاء (ميتة) نصبًا على تقدير: إلاَّ أن تكون العين أو النفس أو الجُثة ميتةً تضمر للمحرّم اسمًا مؤنثًا، ألا ترى أن المحرم لا يخلو من جواز العبارة عنه بأحد هذه الأشياء، وقرأ ابن عامر (إلا أن تكون) بالتاء (ميتة) بالرفع على معنى: إلاّ أن تقع ميتة أو تحدث ميتة (٦).


= غير دين الأنبياء، كما سبق بيانه في ترجمته، وذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره". وانظر: "تفسير مبهمات القرآن" ١/ ٤٧١.
(١) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٦٩، والسمرقندي ١/ ٥٢٠.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٠٠، وانظر: "معاني النحاس" ٢/ ٥٠٧.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ش).
(٤) لفظ: (أن)، ساقط من (ش). وانظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٦٠، و"إعراب القرآن" ١/ ٥٨٨.
(٥) قرأ ابن عامر، وابن كثير وحمزة (إلا أن تكون) بالتاء، والباقون بالياء، وقرأ ابن عامر (ميتة) بالرفع، والباقون بالنصب. انظر: "السبعة" ص ٢٧٢، و"المبسوط" ص ١٧٦، و"التذكرة" ٢/ ٤١٢، و"التيسير" ص ١٠٨، "النشر" ٢/ ٢٦٦.
(٦) هذا قول أبي علي في "الحجة" ٣/ ٤٢٣ - ٤٢٤، وانظر: "معاني القراءات" ١/ ٣٩٢ - ٣٩٣، و"إعراب القراءات" ١/ ١٧٢، و"الحجة" لابن زنجله ص ٢٧٦, =

<<  <  ج: ص:  >  >>