للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا هو الذي عليه الناس اليوم (١).

وقوله تعالى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} أي: من الميراث، رَدّ الكناية إلى معنى القسمة لا إلى اللفظ، كقوله: {ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ} [يوسف: ٧٦]، والصُّواع مذكر لا يُكنى عنه بالتأنيث، لكن أريد به المَشْربة والسِّقاية، فعادت الكناية إلى المعنى لا إلى اللفظ (٢).

وقال أبو علي: القسمة ههنا يراد بها المقسوم؛ لأنه إنما يُرزق من التركة المقسومة (٣).

٩ - قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ} الآية. اختلفوا في هذه الآية على قولين:

أحدهما: أن معنى الآية: وليخش من لو كان له ولد صغار خاف عليهم بعده الضيعة، أن يأمر الموصي بالإسراف فيما يعطيه اليتامى المساكين وأقاربه الذين لا يورثون، فيكون قد أمره بما لم يكن يفعله لو كان هو الميت.

قال ابن عباس في رواية عطاء: كان الرجل إذا حضرته الوفاة قعد


(١) قد رجح القول الأخير وهو القول بالاستحباب النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ١٥٩، وابن العربي في "أحكام القرآن" ١/ ٣٢٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٤٩.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٤٣٤، "البيان" ١/ ٢٤٤، "الدر المصون" ٣/ ٥٨٩.
(٣) قول أبي علي لم أقف عليه وهو بمعنى ما ذكر المؤلف قبله، وانظر -إضافة إلى ما سبق-: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٩٠، "غرائب التفسير" ١/ ٢٨٥، "الإملاء" ١/ ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>