للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحد الاسمين (١)، كقوله:

تَرَاهُ كَأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَهُ ... وَعَيْنَيْهِ إِنْ مَوْلاَهُ ثَابَ لَهُ وَفْرُ (٢)

أراد ويفقأ عينيه، فاكتفى بـ (يجدع) من يفقأ (٣).

قال ابن الأنباري: هذا البيت لا يشاكل ما احتج به؛ لأن الشاعر اكتفى بفعل من فعل، وعلى ما ذكر في الآية اكتفى من اسم باسم (٤)، ولكنه يصح قول قطرب عندي من وجه آخر، وهو (٥) أنه لما ذكر الفرقان وهو اسم للقرآن، دل على محمد - صلى الله عليه وسلم - فحذف اتكالًا على علم المخاطبين (٦).

٥٤ - وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} يعني (٧) الذين عبدوا العجل. (يا قوم) نداء مضاف حذفت منه الياء، لأن النداء باب حذف، ألا


(١) الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٧٣ أ، وذكره الزجاج في "المعاني" ١/ ١٠٤، ١٠٥، وهو قول للفراء كما في المعاني ١/ ٣٧، وانظر: "أمالي المرتضى" ٢/ ٢٥٩، "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٩٦، "زاد المسير" ١/ ٨١، "البحر المحيط" ١/ ٢٠٢.
(٢) البيت ينسب إلى خالد بن الطيفان، ونسبه بعضهم إلى الزبرقان بن بدر، ورد البيت في "الزاهر" ١/ ١١٩، و"أمالي المرتضى" ٢/ ٢٥٩، ٣٧٥، "تفسير الثعلبي" ١/ ٧٣ أ، "الخصائص" ٢/ ٤٣١، "الإنصاف" ١/ ٤٠٦، "اللسان" (جدع) ١/ ٥٦٧. والوفر: المال الكثير الوافر.
(٣) في (ج): (فاكتفى يجدع من تفقأ).
(٤) في (ب)، (ج): (باسم من اسم). وقول ابن الأنباري ذكره المرتضى في "أماليه" ٢/ ٢٦٠.
(٥) (وهو) ساقط من (ب).
(٦) ذكر المرتضى في أماليه نحوه ردا على قول ابن الأنباري السابق. "أمالي المرتضى" ٢/ ٢٦٠.
(٧) بعد سياق الآية كاملة في (ب) كما هو النهج في هذه النسخة {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} يعني ...

<<  <  ج: ص:  >  >>