للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مقاتل: هذا كقوله: {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: ٥٠] [قد مر] (١) فذكر في تفسير هذه الآية ما أحل لهم في الإنجيل مما كان محرمًا عليهم في التوراة كاللحوم من الإبل، والشحوم من كل حيوان، وصيد السمك في يوم السبت (٢).

وقال أبو إسحاق: الذي جاء به عيسى في الإنجيل إنما هو بعض الذي اختلفوا فيه، وبين لهم في غير الإنجيل ما احتاجوا إليه (٣)، وما بعد هذا مفسر فيما مضى (٤)، إلى قوله:

٦٦، ٦٧ - {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ} قال ابن عباس: هل يرتقبون إلا القيامة (٥). يعني أنها تأتيهم لا محالة بغتة، فكأنهم يرتقبونها وإن كانوا أمواتًا، فهم يرقبونها لأنه من يكفر بالبعث والقيامة إذا مات، علم أنه حق فهو يرتقبها, ولكن لا يدري متى تفجأه فهو قوله: {أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٦٦) الْأَخِلَّاءُ} في الدنيا، {يَوْمَئِذٍ} يعني في الآخرة {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} يعني أن الخلة إذا كانت على المعصية والكفر صارت عداوة يوم القيامة {إِلَّا الْمُتَّقِينَ} يعني الموحدين المؤمنين الذين يخال بعضهم بعضًا على الإيمان والتقوى، فإن خلتهم لا تصير عداوة، وهذا معنى قول المفسرين (٦).


(١) كذا في الأصل، ولعله قد سقط حرف الواو.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٠٠.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤١٨.
(٤) لعله في سورة مريم عند قوله: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} آية: ٣٧، وفي سورة الأحزاب عند قوله: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا} آية: ٢٠.
(٥) ذكر ذلك في "تفسير الوسيط" ٤/ ٨٠ ولم ينسبه.
(٦) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٩٤، "الثعلبي" ١٠/ ٨٩ أ، "الوسيط" ٤/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>