للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيئان مجازهما واحدًا في ضر أو نفع فذكروا أحدهما علم أن الآخر مثله، فلما ذكر الحرَّ صار كأنه ذكر البرد أيضًا، لما يعلم أنها لا تقي شيئًا دون شيء (١).

وقوله تعالى: {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} قال المفسرون: يعني دروع الحديد (٢)، ومعنى البأس: الشدة، ويريد هاهنا شدة الطعن والضرب والرمي (٣).

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ} أي مِثْل ما جعل هذه الأشياء، وخلقها لكم وأنعم بها عليكم، {يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} يريد: نعمة الدنيا؛ لأن (٤) الخطاب لأهل مكة يدل على هذا.

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} قال ابن عباس: لعلكم يا أهل مكة تُخْلِصون لله الربوبية وتعلمون أنه لا يقدر على هذا أحدٌ غيره (٥)، فتوحدوه وتصدقوا أنبياءه، ثم قال بعد أن بَيَّنَ لهم الآيات:

٨٢ - {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} أي عليك أن تُبلِّغَ الرسالةَ


(١) أورده في "التعازي والمراثي" ص٣٩، مختصرًا جدًا؛ قال: وكذلك قوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}، ولم يذكر البرد، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٩٤، عنه بمعناه، وأبي حيان ٥/ ٥٢٤ مختصرًا، و"تفسير الألوسي" ١٤/ ٢٠٥، مختصرًا.
(٢) ورد في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٦ أ، بلفظه، والسمرقندي ٢/ ٢٤٥، بنصه، وهود الهواري ٢/ ٣٨١، بلفظه، والثعلبي ٢/ ١٦١ أ، بنحوه، وانظر: "تفسير الزمخشري" ٢/ ٣٣٩، وابن كثير ٢/ ٦٣٩ - ٦٤٠.
(٣) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٩٤، بنصه بلا نسبة.
(٤) في (أ)، (د): (أن) ومطموسة في (ع)، والمثبت من (ش).
(٥) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٩٤، والخازن ٣/ ١٢٩، بلا نسبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>