للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرَسْمًا جَدِيدًا من سُعادَ تَجَنَّبُ (١)

أراد بالجديد المقطوع الأثر لدروسه (٢)، وفي ذكر الجديد في الآية دليل على أنه (٣) ذلك الخلق الذي يأتي بهم جديدًا هم أفضل من الأول وأطوع لله، كما قال المفسرون (٤)؛ لأنهم لو كانوا كالأول في العصيان لم يكن فائدة في إذهابهم والإتيان بغيرهم.

٢٠ - قوله تعالى: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} قال ابن عباس: يريد لا يعز عليه شيء يريده (٥).

قال الكسائي: ليس يعز على الله أن يميتكم ويأتي بغيركم (٦).

وقال أهل المعاني: أي: لا يمتنع على مَنْ قَدَر على خَلْق السموات


(١) وعجزه:
عفَتْ روضةُ الأجداد منها فَيثْقُبُ
"ديوان النابغة الذبياني" ص ١٤٣، وورد في "معجم البلدان" ٥/ ٤٣١، "التاج" (ثقب) ١/ ٣٣٨. (الرسم): هو الأثر، (عفت): محت، (يثقب) أي الريح تخرقه فتعفوا آيه؛ أي تمحو آثاره، وقيل: (يثقُبُ) اسم موضع بالبادية، والبيت من قصيدة قالها يصف حوادث الدهر وصروفه في أهله، يقول: ما بالك تحاذر المرور بديار سعاد بعد أن خرّقتها الريح وعفت آثارها.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) هكذا في جميع النسخ: (أنه)، والأظهر: (أن).
(٤) ورد بنحوه في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٠٤، والثعلبي ٧/ ١٤٩ ب، وانظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٤٣، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٥٤، و"الخازن" ٣/ ٧٤، و"حاشية الجمل على الجلالين" ٢/ ٥٢٥.
(٥) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣١٦ بنصه.
(٦) لم أقف عليه منسوباً إلى الكسائي، وأورده المؤلف بنصه ونسبه للكلبي في "الوسيط" ١/ ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>