للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٧ - قوله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ} الآية, التلقاء (١): جهة اللقاء وهي جهة المقابلة، ولذلك (٢) كان ظرفًا من ظروف المكان، هو تلقاءك، كقولك: هو حذاءك، وهو في الأصل مصدر واستعمل ظرفًا مثل البين.

قرأت على أبي الحسين (٣) بن أبي عبد الله الفسوي (٤)، فقلت: أخبركم حمد بن محمد (٥) قال، أخبرني أبو عمر (٦) محمد بن عبد الواحد (٧) أبنا ثعلب عن الكوفيين، والمبرد عن البصريين قالا: (لم يأت من المصادر على تِفْعال إلا حرفان: تِبْيان، وتِلْقاء، فإذا تركت هذين استوى لك القياس في كلام الناس، فقلت في كل مصدر: تَفعال -بفتح التاء- مثل تَسْيار وتَهمام، وقلت في كل اسم: تِفعال -بكسر التاء- مثل تِقصار وتِمثال) (٨). وتفسير الآية ما ذكرنا من قول الكلبي في الآية الأولى.


(١) اللِّقاءُ: مقابلة الشيء ومصادفته، والاسم التلقاء وهو مصدر نادر لا نظير له إلا التَّبْيان. انظر: "العين" ٥/ ٢١٥، و"الجمهرة" ٢/ ٩٧٧، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٩٠، و"الصحاح" ٦/ ٢٤٨٤، و"المجمل" ٣/ ٨١١، و"مقاييس اللغة" ٥/ ٢٦٠، و"المفردات" ص ٧٤٥، و"اللسان" ٧/ ٤٠٦٥ (لقى).
(٢) في (ب): (وكذلك قال ظرفًا)، وهو تحريف.
(٣) في (ب): (أبي الحسن)، وهو تحريف.
(٤) هو عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد الفسوي أبو الحسين بن أبي عبد الله الفارسي، أحد شيوخ الواحدي. تقدمت ترجمته.
(٥) حمد بن محمد الخطابي أبو سليمان البستي، إمام، سبقت ترجمته في ص١٩٠.
(٦) في (أ): (أبو عمرو)، وهو تحريف.
(٧) محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البَاورْدَي، تقدمت ترجمته.
(٨) ذكره الرازي ١٤/ ٧٥ عن الواحدي، وقال السمين في "الدر" ٥/ ٣٣١: (التلقاء في =

<<  <  ج: ص:  >  >>