للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولى تعالى: {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} بعضه من قول أهل الجنة، وبعضه من كلام الملائكة جوابًا لأهل الجنة، على ما قال عطاء، وعلى قول الباقين هو من كلام الله تعالى، وإخباره أن أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون (١).

قال حذيفة: (ولم يكن الله ليخيب طمعهم) (٢)، وقال سعيد بن جبير: (طمعوا لأن الله تعالى سلب نور المنافقين وهم على الصراط وبقي نورهم) (٣).

وروي عن الحسن أنه قال: (هذا طمع اليقين، كقول إبراهيم عليه السلام: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي} [الشعراء: ٨٢]) (٤).


(١) قال النحاس في "معانيه" ٣/ ٣٩: (قال الله عز وجل: {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}. قال أكثر أهل التفسير يعني أصحاب الأعراف) اهـ. فهذا إخبار من الله تعالى أن أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون في دخولها قاله الجمهور. انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ١٩٦، و"القطع والائتناف" للنحاس ١/ ٢٥٣، والسمرقندي ١/ ٥٤٣، والبغوي ٣/ ٢٣٣، وابن الجوزي ٣/ ٢٠٦.
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٨٥، وانظر: "إيضاح الوقف والابتداء" لابن الأنباري ٢/ ٦٥٥.
(٣) أخرجه الطبري ٨/ ١٩٦، والبغوي ٣/ ٢٣٢ بسند ضعيف عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(٤) ذكره هود الهواري في "تفسيره" ٢/ ٢١، وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٣٠، والطبري ٨/ ١٩٦، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٨٨ بسند جيد عن الحسن قال: (والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم) اهـ. وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ١٦٥، وذكره أبو حيان في "البحر" ٤/ ٣٠٣ عن ابن مسعود، ثم قال: (وهذا هو الاظهر والأليق بمساق الآية) اهـ. وانظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٥١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>