للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٨ - قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}. خص بعضهم التخفيف في هذه الآية، فقال: المراد به نكاح الأمَة عند الضرورة. وهو قول مجاهد (١) ومقاتل (٢).

والباقون قالوا: هذا عام في كل أحكام الشرع، وفي جميع ما يَسّره لنا وسهّله علينا إحسانًا منه إلينا، ولم يُثَقِّل التكليف علينا كما ثَقّل على بني إسرائيل بفضله ولُطفه. وعلى العموم دل كلام ابن عباس في تفسيره هذا التخفيف فقال: يريد شدة المئونة يخففها عنكم (٣).

وقوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: ٢٨]. قال ابن عباس. يَضعُف عن الصبر عن الجِماع (٤). وبهذا قال أكثرهم.

قال الكلبي وطاوس: لا يصبر عن النساء (٥). وقال ابن كيسان والزجاج: أي: يستميله هواه وشهوته فهو ضعيف في ذلك (٦).

وقال الحسن: هو أنه خلق من ماء مهين (٧).


(١) "تفسيره" ١/ ١٥٣، وأخرج الأثر عنه الطبري ٥/ ٣٠، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر "الدر المنثور" ٢/ ٢٥٧.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" ١/ ٣٦٨.
(٣) لم أقف عليه، وأنظر "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٨٣.
(٤) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ٨٣.
(٥) ذكر قول الكلبي الثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ٤١ ب. وأخرج الأثر عن طاوس عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٥٤، والطبري ٥/ ٣٠، وابن المنذر وابن أبي حاتم؛ انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٢٥٧.
(٦) انظر "معاني الزجاج" ٢/ ٤٤، "الكشف والبيان" ٤/ ٤١ ب، ٤٢ أ، "زاد المسير" ٢/ ٦٠.
(٧) من "الكشف والبيان" ٤/ ٤١ ب، وأورده ابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ٦٠؛ وانظر: "تفسير الحسن" ١/ ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>