للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، أي: لا يعلمون حقيقة القرآن، وفائدة النسخ والتبديل في أن ذلك لمصلحة العباد؛ كالاستصلاح بإرسال نبي بعد نبي، والكلام في ذكر أكثرهم دون جميعهم قد مضى في موضعين من هذه السورة (١).

١٠٢ - قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ}، أي: نَزَل به، أي بالقرآن، {رُوحُ الْقُدُسِ} وهو جبريل، ومضى تفسير روح القدس في سورة البقرة [٨٧]، {مِنْ رَبِّكَ} (من) صلة للقرآن، أي نَزَّل القرآنَ من ربك، أي: من كلام ربك جبريلُ، {بِالْحَقِّ} أي بالأمر الحق الصحيح الثابت لا الباطل، {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} بما فيه من الحجج والآيات، فيزدادوا بها تصديقًا ويقينًا.

وقوله تعالى: {وَهُدًى}، أي: وهو هدى، فهو خبر ابتداء محذوف.

١٠٣ - قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} اختلفوا في هذا البشر الذي نَسبَ المشركون النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التعليم منه؛ فقال ابن عباس في رواية عكرمة: هو عَبْدٌ لبني عامر بن لُؤيّ، يقال له: يعيش (٢)، وهذا قول قتادة إلا أنه قال: كان لبني الحضرمي، وكان يقرأ


(١) عند آية: [٧٥] و [٨٣].
(٢) انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٩٢، وأخرجه الطبري ١٤/ ١٧٨، بنحوه عن عكرمة، وفيه أنه غلام لبني المغيرة، وأخرجه بنصه عن قتادة، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٠٦، بنصه عن عكرمة، و"تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٣ ب، بنصه عن عكرمة وقتادة، لكنه قال: لبني المغيرة، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٤٤، عن عكرمة، وابن عطية ٨/ ٥١٠، عن عكرمة، و"القرطبي" ١٠/ ١٧٧، عن عكرمة، والخازن ٣/ ١٣٥، عن عكرمة، وابن كثير ٢/ ٦٤٦، عن عكرمة وقتادة، و"الدر المنثور" وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>