للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكأنه كذَّب جميع الأنبياء؛ لأنهم مبعوثون بدين واحد، ولا يجوز التفريق بينهم بالتصديق، فعلى هذا يحسن وصفهم بتكذيب المرسلين (١).

٨١ - قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا} قال ابن عباس: يريد الناقة، فكأن في الناقة آيات؛ لخروجها من الصخرة، ودُنُوِّ نِتَاجِها عند خروجها، وعِظَم خلقها؛ حتى لم تشبها ناقة أخرى، وكثرة لبنها؛ حتى كان يكفيهم جميعًا، إلى غير ذلك مما فيها من الآيات (٢)، وأضاف الإيتاء إليهم وإن كانت الناقة آية لصالح؛ لأنها آيات رسولهم، فلو صدقوا بها كانت آيات لهم على من خالفهم.

٨٢ - وقوله تعالى: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} قد ذكرنا نحتهم للجبال في سورة الأعراف (٣).

وقوله تعالى: {آمِنِينَ} قال ابن عباس: يريد من عذاب الله (٤)، وقال الفراء وابن قتيبة: آمنين أن يقع عليهم (٥).


(١) انظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٨٩، والزمخشري ٢/ ٣١٨، وابن عطية ٨/ ٣٤٨، وابن الجوزي ٤/ ٤١١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٤٦، وابن كثير ٢/ ٦١٢، والبقاعي ٤/ ٢٣٣، وأبي السعود ٥/ ٨٧، صديق خان ٧/ ١٩١.
(٢) انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤١١، و"تنوير المقباس" ص٢٨٠، وورد غير منسوب في "تفسير مقاتل" ١/ ١٩٨ ب، والثعلبي ٢/ ١٥٠ أ، و"تفسير البغوي" ٤/ ٣٨٩، والفخر الرازي ١٩/ ٢٠٥، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٣، والخازن ٣/ ١٠١.
(٣) آية: [٧٤].
(٤) "تنوير المقباس" ص ٢٨٠، وورد غير منسوب في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٢٤، والماوردي ٣/ ١٦٩، والطوسي ٦/ ٣٥١، والزمخشري ٢/ ٣١٨، وابن الجوزي ٤/ ٤١٢، والفخر الرازي ١٩/ ٢٠٥، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٣.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٩١ بمعناه، "الغريب" لابن قتيبة ١/ ٢٤١ بلفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>