للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٥ - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ}، قال ابن عباس: يريد: الذين هاجروا بعد الحديبية وهي الهجرة الثانية (١) التي فيها الصلح (٢).

وقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}، قال ابن عباس: يريد: إن أولي الأرحام لم يكونوا يتوارثون، وكان من واخى بينهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى بالميراث، كان إذا أسلم الأخوان فهاجر أحدهما فمات (٣) لم يرثه الذي لم يهاجر، وكان الذي واخى بينهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى بالميراث وإن كان بعيدًا (٤) في النسب حتى فتحت مكة فرد الله المواريث إلى أولي الأرحام فقال: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} يريد: في فرائض الله، هذا كلام ابن عباس (٥).

قال أصحابنا (٦): فليس في الآية حجة لمن قال بتوريث العمة والخالة وذوي الأرحام؛ لأن الله تعالى أراد بهذه الآية نقل الموارثة عن الحلف إلى القرابة.


(١) يعني إلى المدينة بعد صلح الحديبية، انظر: "تفسير ابن عطية" ٦/ ٣٩٤، والقرطبي ٨/ ٥٨.
(٢) ذكره ابن الجوزي ٣/ ٣٨٧، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٣٦٠.
(٣) ساقط من (ح).
(٤) في (ح): (بعيد).
(٥) رواه بلفظ مقارب: البغوي ٣/ ٣٧٩، ورواه بمعناه ابن جرير ١٠/ ٥١ - ٥٢، وابن مردويه كما في "الدر المنثور" ٣/ ٣٧٤.
ورواه مختصرًا الطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٢٨٤، ورجاله رجال "الصحيح" كما في "مجمع الزوائد" ٧/ ١٠٢.
(٦) يعني أئمة الشافعية، انظر. "الأم" للشافعي ٤/ ١٠٦، و"مختصر المزني" ص ١٥٣، و"الحاوي الكبير" للماوردي ٨/ ٧٣، ١٧٤، و"المجموع" للنووي ١٦/ ٥٣، ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>