للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من العذاب، وما عليَّ إلا الدعوة (١)؛ وذلك أن هذا جواب لقولهم: " {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا}.

١٨٩ - قوله: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّة} مضى تفسير الظلة في سورة البقرة (٢). وهاهنا سحاب (٣) أظلتهم فاجتمعوا تحتها مستجيرين (٤) بها مما نالهم من حر ذلك اليوم، ثم أطبقت عليهم، وكان من أعظم يوم في الدنيا عذابًا (٥).

قال ابن عباس: بعث الله عليهم وَقَدَة وحرًا شديدًا فأخذ بأنفاسهم؛ فدخلوا أجواف البيوت فأخذ بأنفاسهم، فخرجوا من البيوت هربًا إلى البرية فبعث الله سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بَرْدًا، فنادى بعضهم بعضًا حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارًا (٦). وهذا قول


(١) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١١٦ أ.
(٢) قال الواحدي في تفسير قوله الله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} [البقرة: ٥٧] الظل في اللغة، معناه: الستر، يقال: لا أزال الله عنا ظل فلان؛ أي: ستره، وظل الشجرة سترها، ويقال لظلمة الليل: ظل؛ لأنها تستر الأشياء، ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} [الفرقان: ٤٥].
(٣) هكذا في جميع النسخ: سحاب، وأيضًا عند الزجاج في المعاني ٤/ ٩٨،ولعل الصواب: سحابة. والله أعلم. راجع النسخ للتأكد.
(٤) في (أ) غير واضحة وفي "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٦٦: يعني: ظل العذاب الذي أتاهم.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٩٨، بنصه. ثم قال في قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ولو كان في غير القرآن لجاز عظيماً، والجر أجود كما جاء به القرآن".
(٦) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١١٠، وفيه: بعث الله عليهم ومدة وحراً شديداً. بدل: وقدة.
أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨١٤، بلفظ: وهدة. في "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٤٩ (وقد):
يقال: وقدت النار تَقِد وُقُوداً وَوَقَداناً ووَقْداً وقِدَةً. وفي "لسان العرب" ٣/ ٤٦٥: الوَقَدُ: نفس النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>