للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلخ (١)، أما الواحدي فيقول في "البسيط": وهذه الآية من الأدلة الظاهرة على تكذيب القدرية وذلك أن الله تعالى أخبر عن قول جرى عليهم قضاؤه في الأزل بالشرك ... (٢)، فيظهر من هذا أن أبا حيان نقل كلام الواحدي عن الرازي، حيث تابع في ذكر "المعتزلة" بدل "القدرية" والمعنى واحد.

ومثال آخر عند تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} [يونس: ٢٨] قال أبو حيان: ... وقال الواحدي: التزييل والتزيل والمزايلة: التمييز والتفريق ... (٣)، وكلام الواحدي ذكره الرازي (٤) قبل أبي حيان. ويظهر أنه أخذه عنه لتشابه عبارتيهما. ولأبي حيان كتاب في النحو هو "ارتشاف الضرب في لسان العرب" اعتمد فيه كثيرًا على البسيط للواحدي (٥).

٣ - السمين الحلبي (٦) في تفسيره "الدر المصون في علوم الكتاب المكنون":

واستفاد السمين في تفسيره من الواحدي، وتكرر ذكر اسمه ولم


(١) "الرازي" ١٢/ ١٩٤.
(٢) "البسيط" ٢/ ل ٩٥، من نسخة "جستربتي".
(٣) "البحر المحيط" ٥/ ١٥٢.
(٤) "الرازي" ١٧/ ٨٣. انظر: "البسيط" ٣/ ل ٦، من نسخة "جستربتي".
(٥) انظر: "كشف الظنون" ١/ ٦١، و"أبو حيان النحوي" للدكتورة خديجة الحديثي ص (١٣٥).
(٦) شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف، المعروف بالسمين الحلبي، نشأ في حلب ورحل إلى مصر وبها توفى ست وخمسين وسبعمائة، انظر: "طبقات المفسرين" للداودي ١/ ١٠١، "حسن المحاضرة" ١/ ٥٣٦، و"بغية الوعاة" ١/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>