للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} الآية.

١١١ - قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ} لآية. قال أبو إسحاق: {يَوْمَ} منصوب على أحد شيئين، على معنى: {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}، {يَوْمَ تَأْتِي}، ويجوز ذَكِّرْهم يوم، أو اذْكُر يوم؛ لأن معنى القرآن العِظة والإنْذَارُ والتَّذْكير (١).

وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ} أراد كلَّ إنسان وكلَّ واحد، ولقوله: {تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} ولم يقل يُجَادَل عنها، قال المفسرون: وهذا يوم القيامة كل أحد لا يهمه إلا نفسه، فهو مخاصم ومحتج عن نفسه لا يتفرغ إلى غيره؛ وذلك أن لجهنم زفرة يقع كل أحد جاثيًا على ركبتيه، حتى إن إبراهيم ليدلي بالخُلَّة، فيقول: يارب، أنا خليلك إبراهيم، لا أسألك إلا نفسي (٢).

وقوله تعالى: {وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ} قال ابن عباس: يريد


= القراءات" ٢/ ٤١، و"تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٥أ، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٢٥، ويفتقر هذا القول إلى دليل صحيح مسند.
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢١، بتصرف يسير.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٣٦٣)، بنحوه عن قتادة، والواحدي في تفسيره "الوسيط"، تحقيق سيسي ٢/ ٤٥٠، بنحوه عن كعب، وورد بنحوه في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢١، و"معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٠٨، عن كعب، و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٥٣، والثعلبي ٢/ ١٦٥ أ، عن كعب، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٤٨، عن كعب، وابن الجوزي ٤/ ٤٩٩، عن كعب، والفخر الرازي ٢٠/ ١٢٦، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٩٣، والخازن ٣/ ١٣٨، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٥١ وعزاه إلى ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب. والظاهر أن هذا الخبر من الإسرائيليات، خاصة أن موقوف على كعب؛ هو من مصادر الإسرائيليات.

<<  <  ج: ص:  >  >>