إلا أن الثابت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- يخالف هذا: فقد أخرج البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} رقم [٤٧٦٢] عن القاسم بن أبي بَزّة أنه سأل سعيد بن جبير: هل لمن قتل عمدًا من توبة؟ فقرأت عليه: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} فقال سعيد: قرأتُها على ابن عباس كما قرأتَها عليّ، فقال: هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة: النساء. "فتح الباري" ٨/ ٤٩٣. وأخرجه أيضًا مسلم ٤/ ٢٣١٨، كتاب التفسير، رقم: [٣٠٢٣]. والمشهور عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن السورة كلها مكية؛ قال ابن الجوزي: قال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة في آخرين: هي مكية. "زاد المسير" ٦/ ٧١. وقال السيوطي: وأخرج ابن الضريس، والنحاس، وابن مردويه، والبيهقي في "الدلائل"، من طرق عن ابن عباس، قال: نزلت سورة الفرقان بمكة "الدر المنثور" ٦/ ٢٣٤. وقال البيهقي بعد ذكر أثر ابن عباس: ولهذا الحديث شاهد في "تفسير مقاتل"، وغيره من أهل التفسير. "دلائل النبوة" ٧/ ١٤٤، وعدد آياتها: سبعٌ وسبعون آية؛ من غير اختلاف. "مصاعد النظر" ٢/ ٣١٩. أورد الواحدي في تفسيره: "الوسيط" ٣/ ٣٣٣، حديثاً في فضل هذه السورة لم يذكره هنا في تفسيره: "البسيط"، =