للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا كما تقول إن كنت [كاذبًا]، (١) فأنا حاسب، تريد لست أنت كذا ولا أنا، وتأويل الآية ليس للرحمن ولد كما لست أنا أول من عبد الرحمن، فقد عبده قبلي ناس، هذا وجه ما ذكره ابن عيينة، وهو حسن صحيح في معنى الآية.

٨٢ - ثم نزه نفسه فقال: {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية.

قوله: {عَمَّا يَصِفُونَ} قال مقاتل: عما يقولون من الكذب.

٨٣ - {فَذَرْهُمْ} يعني كفار مكة حين كذبوا بالعذاب في الآخرة عصوا في باطلهم ولهوا في دنياهم (٢). {حَتَّى يُلَاقُوا} يوم القيامة.

٨٤ - قوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} قال قتادة: يعبد في السماء ويعبد في الأرض (٣)، قال مقاتل: يوحد في السماء ويوحد في الأرض (٤).

وقال المبرد: تأويله والله أعلم: رَبّ من هناك، ورَبّ من هاهنا كقوله: سبحان الله (٥)، ونحو هذا قوله: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام: ٣]، وقد مر الكلام فيه مستقصى.

قال أبو علي: نظرت فيما يرتفع به (إله) فوجدت ارتفاعه يصح بأن يكون خبر مبتدأ محذوف من الصلة راجع إلى الموصول كأنه: وهو الذي


(١) كذا في الأصل، وفي "الوسيط" ٤/ ٨٣ بلفظ (كاتباً) وهو الصواب.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٠٥.
(٣) أخرج ذلك الطبري عن قتادة. انظر: "تفسيره" ١٣/ ١٠٤، ونسبه ابن الجوزي لمجاهد وقتادة. انظر: "زاد المسير" ٧/ ٢٣٣.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٠٦.
(٥) لم أقف على قول المبرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>