للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلام أبي علي في "الحجة": " .. ويقويه أن ناسا من النحويين يزعمون أنه قد يجري الأسماء التي ليست بمصادر مجرى المصادر فيقولون: "عجبت من دهنك لحيتك .. الخ" (١).

ونقل عنه في موضع آخر مع عزو الكلام إليه فقال في تفسير قوله تعالى: {وَنُقَدِّسُ لَك} [البقرة: ٣٠] قال: "قال أبو علي الفارسي: معنى نقدس لك: ننزهك عن السوء، فلا ننسبه إليك، و"اللام" فيه على حدها في قوله: {رَدِفَ لَكُم} [النمل: ٧٢] لأن المعنى تنزيهه، وليس المعنى أنه ينزه شيء من أجله ... الخ" (٢).

ثالثًا: معاني القرآن:

١ - " معاني القرآن" (٣) للفراء أبي زكريا يحي بن زياد (٤):


(١) " الحجة" ١/ ١٨٢.
(٢) "البسيط" عند تفسير الآية: [٣٠].
(٣) ذكر ثعلب: كان السبب في إملاء كتاب الفراء في المعاني أن عُمَر بن بُكير كان من أصحابه، وكان منقطعًا إلى الحسن بن سهل، فكتب إلى الفراء: إن الأمير الحسن بن سهل ربما سألني عن الشيء بعد الشيء من القرآن، فلا يحضرني فيه جواب، فإن رأيت أن تجمع لي أصولًا أو تجعل في ذلك كتابًا أرجع إليه فعلت.
فقال الفراء لأصحابه: أجتمعوا حتى أمل عليكم كتابًا في القرآن. هذا وقد أملى الفراء كتابه من حفظه في سنتين من رمضان ٢٠٢ إلى ٢٠٤.
وقد طبع بتحقيق الأستاذان محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي.
(٤) هو: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسلمي، المعروف بالفراء الديلمي أبو زكريا، مولاهم الكوفي صاحب التصانيف سكن بغداد وأملى بها كتاب "معاني القرآن" وغير ذلك. ولد سنة (١٤٤) هـ.
قال ابن الأنباري: كان يقال للفراء أمير المؤمنين في النحو.
وقال ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء =

<<  <  ج: ص:  >  >>