للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفسير سورة الحديد

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال المقاتلان يعني كل شيء من ذي الروح وغيره من الشجر، والجبال، والبحار، والشمس، والقمر، وكل خلق فيهما ولكن لا تفقهون تسبيحهم (١).

وقال أهل المعاني: تسبيح ما لا يعقل تنزيه لله من السوء بما فيه من الآية الداعية إلى ذلك كأنها ناطقة به إذ صنعه يقتضي صانعًا غير مصنوع (٢).

قال أبو إسحاق: وهذا خطأ؛ لأن التسبيح تمجيد لله عز وجل وتنزيهه من [السوء] (*)، قال الله عز وجل {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: ٤٤] فلو كان التسبيح آثار الصنعة لكانت معقولة، وكانوا يفقهونها، وأيضًا فإنه قال {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ} [الأنبياء: ٧٩] فلو كان تسبيحها آثار الصنعة لم يكن في هذا تخصيص لداود (٣)، وذكرنا الكلام في هذا عند قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: ٤٤]، وفي مواضع.


(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤٠ أ، و"جامع البيان" ٢٧/ ١٢٤ ولم ينسبه، و"الوسيط" ٤/ ٢٤٤، و"فتح القدير" ٥/ ١٦٥.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٣٥، و"فتح القدير" ٥/ ١٦٥.
(٣) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١٢١، وقال القرطبي ١٧/ ٢٣٦، وما ذكره هو الصحيح.
(*) قال معد الكتاب للشاملة: ما بين المعقوفين غير واضح في المطبوع، وما أثبتناه من معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج (٥/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>