للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مقاتل: كل أهل ملة (١) بما عندهم من الدَّين راضون به (٢).

وقال الزجاج: كل حزب من هذه الجماعة الذين فرقوا دينهم فرح؛ يظن أنه هو المهتدي (٣). وهذا مذكور في سورة: المؤمنين (٤).

٣٣ - قوله: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ} قال مقاتل: يعني كفار مكة، الضر يعني: القحط والسَّنة {دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} راجعين إليه (٥). قال أبو إسحاق: أي لا يلتجئون في شدائدهم إلى مَنْ عبدوه مع الله -عز وجل-، إنما يرجعون في دعائهم إليه وحده (٦).

قوله: {ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً} قال مقاتل: إذا أعطاهم من عنده، يعني: المطر {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} يقول: تركوا توحيد ربهم في


(١) "تفسير مقاتل" ٧٩ أ. وفي النسختين: (مكة). بدل: (ملة)؛ وهو تصحيف.
(٢) "تفسير مقاتل" ٧٩ أ.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٦.
(٤) عند قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وقد أحال الواحدي في تفسيرها على سورة الأنبياء؛ حيث قال: "والكلام في هذا قد سبق في نظيرتها في سورة الأنبياء". "البسيط" ٢/ ٦١٩. تح/ المديميغ. قال الواحدي في تفسير قول الله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} [الأنبياء: ٩٣]: "قال ابن عباس: يريد المشركين اتخذوا من دونه آلهة. هذا كلامه في رواية عطاء. والصحيح أن هذا إخبار عن جميع مخالفي شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: اختلفوا في الدين فصاروا فيه فرقا وأحزابًا. ويجوز أن يكون هذا الاختلاف راجعًا إلى اختلاف أهل كل ملة كاختلاف اليهود فيما بينهم، واختلاف النصارى؛ وهذا هو الظاهر. ويجوز أن يرجع إلى مخالفتهم دين الحق". "البسيط" ١/ ١٨٧ (تح/ المديميغ).
(٥) "تفسير مقاتل" ٧٩ أ.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>