للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في دار فلان مأكولٌ، ولا مشروبٌ، أي: ما أعد له. وكل وصف يجري على الموصوف للمبالغة فإنه يكون لما مضى، والحال، والاستقبال، كما تقول: فلان شَكور للنعم، لا يُراد: إنه شكر فيما مضى، بل يراد به: شاكرٌ في الحال والاستقبال. وهذا واضح بيِّن -إن شاء الله- انتهى كلامه (١).

فأما التفسير؛ فقال ابن عباس، في قوله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} يريد: المطر (٢). وقال مقاتل: بل طهورًا للمؤمنين (٣).

٤٩ - قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} قال ابن عباس: لنخرج فيها الثمار والنبات (٤). وقال مقاتل: لنحيي بالمطر بلدة ليس فيها نبت (٥). قال


(١) لم أجد قول الزجاجي. قال ابن كثير ٦/ ١١٤، في تفسير هذه الآية: أي: آلة يتطهر بها كالسحور، والوقود، وما جرى مجراهما، فهذا أصح ما يقال في ذلك، وأما من قال: إنه مبني للمبالغة والتعدي فعلى كل منهما إشكالات من حيث اللغة، والحكم، ليس هذا موضع بسطها. والله أعلم. وقال أبو السعود ٦/ ٢٢٤: وما قيل إنه ما يكون طاهرًا في نفسه، ومطهرًا لغيره، فهو شرح لبلاغته في الطهارة، كما ينبئ عنه قوله تعالى: قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} [الأنفال: ١١].
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٦٤ أ.
(٣) "تفسير مقاتل" ص ٦٤ أ، بدون: بل.
(٤) أخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٦، بسنده عن عكرمة، قال: ما أنزل الله -عز وجل- من السماء قطرة إلا نبت بها في الأرض عشبة، أو في البحر لؤلؤة.
(٥) "تفسير مقاتل" ص ٦٤ أ. وتنكير قال تعالى: {بَلْدَةً} يدل على أن لماء المطر خاصية الإحياء لكل أرض؛ لأنه لخلوه من الجراثيم، ومن بعض الأجزاء المعدنية، والترابية، التي تشتمل عليها مياه العيون، ومياه الأنهار، والأودية، كان صالحًا بكل أرض، وبكل نبات، على اختلاف طباع الأرضين، والمنابت. تفسير ابن عاشور ١٩/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>