للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورأوها) (١). ومضى الكلام في العرض (٢).

١٠١ - قوله تعالى: {كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} الغطاء ما تغطيت به أو غطيت به، والجمع الأغطية، يقال: غطا الشيء، وغطا عليه إذا ستره (٣). ومعنى قوله: في {أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} كقوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: ٧].

قال ابن عباس في قوله: {عَنْ ذِكْرِي} (يريد عما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من البينات والهدى) (٤). وصف الله تعالى هؤلاء الكفار بأنهم عمي عن آيات الله، وأدلة توحيده لما سبق لهم من الشقاء، وإذا لم يبصروا أدلة توحيده، وعجائب قدرته لم يتذكروا بقلوبهم؛ لأن العين رائد القلب، ألا ترى أن الشاعر يقول (٥):

ألا إنما العينان للقلب رائد ... فما تألف العينان فالقلب يألف

وهذا أبلغ في وصف غفلتهم من أن لو قيل (٦): في غطاء عن الذكر؛ لأن وصفهم بالعمى عن الأدلة يوجب غفلة قلوبهم، ووصفهم بعمى القلوب


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣١٣.
(٢) عند قوله سبحانه في سورة البقرة الآية رقم (٣١): {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
(٣) "تهذيب اللغة" (غطى) ٣/ ٢٦٧٨، "مقاييس اللغة" (غطو) ٤/ ٤٢٩، "لسان العرب" (غطى) ٦/ ٣٢٧٣، "المصباح المنير" (غطو) ص ١٧١.
(٤) ذكرت التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٣١، "بحر العلوم" ٢/ ٣١٤، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٠٩، "الكشاف" ٢/ ٥٠٠، "لباب التأويل" ٤/ ٢٣٥، "فتح القدير" ٣/ ٤٥٠.
(٥) لم أهتد إلى قائله.
(٦) في (ص): (أن لو قيل قلوبهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>