للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله ناصر من أَمَرَهُ بالحرب (١).

١٢٤ - قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (ما) صلة مؤكدة، {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ} يعني من المنافقين، قاله جميع أهل التفسير (٢).

{أَيُّكُمْ زَادَتْهُ} هذه السورة {إِيمَانًا} يقوله المنافقون بعضهم لبعض هزؤًا، فقال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا}، قال ابن عباس: يريد: تصديقًا ويقينًا وقربة من الله (٣).

ومعنى الزيادة ضم الشيء إلى غيره بما يشاركه في صفته، فالمؤمنون إذا أقروا بالسورة عن ثقة ازدادوا تصديقًا إلى ما كانوا عليه من التصديق، وفي هذا دليل على زيادة الإيمان.

وقوله تعالى: {وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} أي: يفرحون بنزول السورة، قاله ابن عباس في رواية الضحاك (٤)، وقال في رواية عطاء: يستبشرون بالنعيم الدائم والرضوان الكبير (٥)، ومعنى الاستبشار: استدعاء البشارة بتذكر ما فيه النعمة، كأن المؤمنين (٦) يتذكرون ما بشروا به من النعيم فيفرحون به.

وقال ابن كيسان في هذه الآية: كلما نزلت سورة كانت بينة لهم


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٧٦.
(٢) انظر: "تفسير ابن جرير" ١١/ ٧٢، والثعلبي ٦/ ١٦٣ ب، والبغوي ٤/ ١١٤، وابن الجوزي ٣/ ٥١٨، "الدر المنثور" ٣/ ٥٢٣.
(٣) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٣٥، ورواه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩١٥، مختصرًا من رواية الوالبي.
(٤) رواه بمعناه ابن جرير ١١/ ٧٢، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩١٥، من رواية العوفي، وكذلك الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص ٢٠٧ من رواية الكلبي.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) في (ح) و (ى): (كان المؤمنون).

<<  <  ج: ص:  >  >>