للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا، وكذلك إذا طال الكلام أجزأ فيه، شبيه بالإيماء؛ لأن بعضه يدل على بعض) (١). ونحو هذا روي عن المبرد عن الكسائي والفراء قالا: (المعنى إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يقول: إن شاء الله) (٢)؛ فأضمر القول، ومثله كثير في القرآن، وهذا على ما ذكروا، ولما حذف يقول نقل شاء إلى لفظ الاستقبال.

٢٤ - وقوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} أكثر الناس على أن معناه: إذا نسيت الاستثناء بمشيئة الله تعالى فاذكره، وقله إذا ذكرت.

قال ابن عباس رواية عطاء: (يريد الاستثناء ولو بعد شهر) (٣). يعني أن من قال: أفعل غدًا كذا وكذا، ونسي أن يقول: إن شاء الله، فقد واقع ما نهى الله عنه، فإذا ذكر أنه كان قد نسي الاستثناء فقاله وضع عنه الحرج.

وقال سعيد بن جبير: (إذا قلت لشيء إنك فاعله غدًا، فنسيت أن تقول: إن شاء الله، ثم ذكرت، فقل: إن شاء الله، وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة) (٤).

وقال أبو العالية: (إذا ذكرت فاستثن) (٥).


(١) "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٦١٨.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٣٨، و"إملاء ما من به الرحمن" ١/ ٣٩٧.
(٣) "زاد المسير" ٥/ ١٢٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٨٦، و"التفسير الكبير" ١١/ ١١٠.
(٤) "الكشاف" ٢/ ٣٨٦، و"زاد المسير" ٥/ ١٢٨، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٩٤، و"التفسير الكبير" ١١/ ١١٠.
(٥) انظر: "جامع البيان" ١٥/ ٢٢٩، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٧٨، و"زاد المسير" ٥/ ١٢٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٩، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>