للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} [الأنعام: ٦٢] {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} [الكهف: ٣٦].

وقرأ أبو عمرو: (تَرْجعون) بفتح التاء وكسر الجيم، اعتبارًا بقوله: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} [الغاشية: ٢٥] فأضاف المصدر إلى الفاعل، وقوله: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ١٥٦]. وقوله: {فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} [يونس: ٤٦]. وقوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: ٢٩] (١).

وقوله: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} أي: جزاء ما كسبت من الأعمال، قال ابن عباس: يريدَ ثوابَ عَمَلِهَا، خيرًا بخير، وشرًّا بشر، {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} يريد: وهم لا يُنْقَصُون، لا أهلُ الثوابِ ولا أهْلُ العِقَاب، قال: وهذه الآية لجميع الخلقِ البرِّ والفاجِرِ (٢).

٢٨٢ - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} قال ابن عباس: لم حرّم الله تعالى الرِّبا أباحَ السَّلَم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} (٣) الآية.

التداين: تفاعل، من الدَّيْن، ومعناه: داين بعضكم بعضًا وتبايعتم بدين (٤)، قال أهل اللغة: القرضُ غير الدينِ؛ لأن القرض أن يقترض الإنسانُ دراهمَ أو دنانيرَ أو حَبًّا وتمرًا وما أشبه ذلك ولا يجوز فيه الأجل، والأجل في الدَّيْن جائز (٥).


(١) من "الحجة" ٢/ ٤١٧ - ٤١٨ بتصرف.
(٢) ذكره في "الوسيط" ١/ ٣٩٩، وهو من رواية عطاء التي تقدم الحديث عنها في قسم الدراسة.
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٨/ ٥، والشافعي في "الأم" ٣/ ٩٣، والطبري في "تفسيره" ٣/ ١١٦ - ١١٧، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٥٤.
(٤) من قوله: (التداين)، ساقط من (ي).
(٥) ينظر "اللسان" ١/ ٣٢ (مادة: أجل).

<<  <  ج: ص:  >  >>