للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٥ - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا}، قال الكلبي: إذا لقيتم جماعة العدو فأثبتوا لعدوكم (١)، قال أهل المعاني: المراد: فئة كافرة وحذفت لأن الخطاب للمؤمنين وهم لا يحاربون إلا فئة من المشركين أو الباغين، فحذف للإيجاز من غير إخلال بالمعنى (٢).

وقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}، قال ابن عباس: أمر الله أولياءه بذكره في أشد أحوالهم، ولو أن رجلاً أقبل من المغرب إلى المشرق (٣) ينفق الأموال [سخاءً، والآخر من المشرق إلى المغرب] (٤) يضرب بسيفه في سبيل الله كان الذاكر لله أعظم أجرًا (٥)، وقال قتادة: أمر الله بذكره أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف (٦).

ومن المفسرين من خص هذا الذكر بالدعاء للنصر والظفر فقال: معناه: ادعوا الله بالنصر عليهم، والظفر بهم، والتوقع لما وعدته من نصر


(١) المصدر السابق، الصفحة التالية.
(٢) انظر: "الكشاف" ٢/ ١٦١.
(٣) في (م): من المشرق إلى المغرب. وما أثبته موافق لـ"تفسير الرازي".
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(٥) ذكر نحوه الفخر الرازي في "تفسيره" ٥/ ١٧١. قلت: وقد دل على أن الذاكر لله تعالى أفضل من المنفق ومن المجاهد قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ ذكر الله". رواه الترمذي في "سننه" (٣٣٧٧) كتاب الدعاء، باب: ما جاء في فضل الذكر، والحاكم في "المستدرك" كتاب الدعاء ١/ ٤٩٦، وصححه ووافقه الذهبي، كما صححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" ١/ ٥١٣ (٢٦٢٩).
(٦) رواه الثعلبى ٦/ ٦٤ ب , وبنحوه ابن جرير ١٠/ ١٤، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧١١, وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>